إعــــلانات

لا أستطيع التسامح لأنّ‮ ‬الإساءة تخلد في‮ ‬نفسي‮ ‬

لا أستطيع التسامح لأنّ‮ ‬الإساءة تخلد في‮ ‬نفسي‮ ‬

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:

أنا طالبة جامعية متفوقة نوعا ما في دراستي، أشعر أنّي ممن يستخدمون عواطفهم أكثر من عقولهم في حل وتدبير كل شؤونهم، أحب ذلك، ولكن أشعر بأنّه يؤذيني من جوانب أخرى. في بعض الأحيان أتنازل عن حقوقي بدون جزاء أو شكور.

أشعر يا سيدة نور أني حساسة لدرجة كبيرة، حتى إن التعامل معي أصبح صعبا، لكثرة ما أتضايق ممن حولي حتى من أشياء تافهة، لقد حاولت أن أتخلص من تلك العادة، وأصبحت أرى الأمور ببساطة أكثر وهي بالأصل بسيطة، ولكن أنا من يكبّرها، أحاول أن ألتمس العذر لكل من يخطئ أو يقصر في حقي، ولكنه لا يزال بداخلي خالدا في الذكرى، فمن المستحيل أن أنسى أي موقف آلمني، دموعي دائما تسبق عباراتي، إذا خضت في جدال أو حوار أو حتى نقاش أرى بعض الكلمات التي تقال لي كبيرة، وقد تقع في قلبي دون أن يشعر من قالها، أعاني كثيرا من أختي وهي تقارب سني، جافّة قليلا معي لا أحتمل عباراتها، ولكن لا أملك حيلة غير الكتم، وأحيانا تبكيني عباراتها ولكن بعيدا عنها، كثيرا من الأمور تضايقني وتشغل جزءا من تفكيري، مع أنّه لو رآها أحد لرأى أنّها تافهة، لا أحب أن أرى عداوة بين النّاس، أحمل عواطف جياشة أعبر عنها بحرارة لمن أحب، ولكن الضّيق أتعبني، فكيف أتخلص من تلك الأمور التي تأبى أن تفارق مخيلتي، أريد أن أتغاضى وأسامح وأنسى، لأعيش بسعادة أكثر دون تفكير.

 

الرد:

عزيزتي من الجميل أن تمتلكي هذا الوعي بنفسك، إنّها الخطوة الأهم في طريق التّغيير، ليس من العيب أن نكون عاطفيين، لكن المهم هو مدى قدرتنا على ضبط أنفسنا، ضبط سلوكنا الخارجي في المقام الأول، العاطفة قوة رائعة لكن بدون ضبطها ووضعها في المكان المناسب تكون مؤذية، وتقلل منِ احترامك لنفسك واحترام الناس لك، تابعي معي النقاط التالية:

أولا: الحساسية الزائدة لنقد الآخرين وطريقة حديثهم معنا، ينجم في الأساس عن فكرة خاطئة داخل أعماقنا، وهي أن حبنا لأنفسنا، واحترامنا لها هو نتيجة لقبول الآخرين لنا وحبهم لنا، فإن أثنوا علينا شعرنا بالسعادة، وإن انتقدونا شعرنا بألم داخلي عميق، في هذه الحالة نحن نضع سعادتنا في أيدي غيرنا وهذه مشكلة كبيرة.

حبك لنفسك يا عزيزتي، يجب أن يكون نابعا منك، من شعورك بأنّك مميزة وتستحقين الإحترام، ولزيادة حبك لنفسك وثقتك بها قومي بأعمال مميزة لا يقوم بها عامة الناس، كالتكثيف من الأعمال الصالحة. والنتيجة ستكون شعورك بالتميز وزيادة ثقتك بنفسك وحبك لها.

ثانيا: التسامح والعفو عن الآخرين من المهارات النفسية الراقية، صدقيني إنّ الرّابح من عفوك وتسامحك عن هفوات الآخرين هو أنت، لأنّ التّسامح يبقى صفة بداخلك.

أريدك أن تبدئي من اليوم بوضع أهداف قصيرة وطويلة الأمد لحياتك، أنت فتاة مميزة ومع القليل من الجهد لترتيب حياتك وتنظيمها ستنطلقين من المشاعر السلبية إلى العالم الإيجابي، حيث العمل والإنجاز والرضا عن النّفس، إنّ أهم سبب لشعورنا بالضّعف هو خلو حياتنا من هدف نعيش من أجله، عندما لا يكون لدينا الحافز والدّافع الذي يوقظنا في اللّيل ويجعلنا نقفز من السّرير بكل حماس.

عزيزتي؛ كما قلت سابقا المشاعر الجياشة أمر جميل، لكن يجب أن تضبطي إظهارك لها، فإظهارها المبالغ للآخرين ممن تحبين يحرمك منِ احترام الناسِ لك، تذكري أنّنا كما نضغط على فرامل السيارة عند الإشارة الحمراء، يجب أن تضغطي على نفسك لإظهار هذه المشاعر في الوقت المناسب وإلى الحد المناسب.

في النّهاية أوصيك بأمرين فيهما السّر في تنمية الشّخصية، أولا: الدّعاء الصّادق وطلب التّوفيق من الله عز وجل، والأمر الثاني المطالعة، حيث تتفتح المدارك ويزيد الوعي وترقى النفس.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/1agBJ
إعــــلانات
إعــــلانات