طيف زوجي يأبى مفارقتي فما السبيل للخروج من محنتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي المحترمة، أنا أنثى مجروحة كتب لها القدر أن تترمل وهي في ريعان الشباب، وبالرغم من أنني محاطة بعائلتي وصديقاتي إلا أن طيف زوجي يأبى مفارقتي.صدقيني سيدتي، فأنا وبالرغم من مرور سنتين على وفاة زوجي، الا أنني لم أستطع نسيانه، فكل أركان البيت تذكرني به، كما أن الذكريات التي جمعتنا قبل الزواج وبعده لم تترك لي القدرة حتى أنساه.أحس بأن حياتي توقفت، ولم يعد لي الرغبة في أي شيء، فلا الدنيا ببهرجتها أصبحت تغريني ولا طعم للنجاح بالرغم من أنني سأنال شهادة الماجستير عن قريب.سيدتي، أنا والعدم سيان، وهذا ما جعل كل من يعرفني يلومني على ما اقترفته في حق نفسي، فهل أنا على صواب في الحزن الذي يتكمد قلبي وفي بقائي وفية لذكرى زوجي، وهل يجوز أن أبقى على هذه الحال؟ وإن العكس هو ما يجب أن يكون، فما السبيل للخروج من محنتي؟
حائرة من العاصمة
الرد:
أختاه، رحم الله زوجك وأسكنه فسيح جناته، وألهمك وذويه الصبر والسلوان. وفاة زوجك أخية قضاء من الله وقدر منه، فلا تقنطي واحتسبي أمرك له جل وعلا، فهو وحده من يداوي الصابرين والمحتسبين مصائبهم له.مؤلم ومفجع موت الأحبة، إلا أنه لا يسعنا إلا الصبر وطلب الرحمة لمن نحبهم، ومن هذا المنطلق نخبرك أختاه أنه عليك الإقبال على الحياة لأنها مستمرة، كما أنه لا يجوز أن تدفني زهرة شبابك بهذه الطريقة، فالمشوار مازال طويلا، وإن كنت حقا تحبين زوجك فما عليك إلا أن تجعليه يرتاح في قبره، بالصدقة والترحم عليه والنجاح في حياتك العملية وحتى الشخصية، لأنه إن لم يكن ليكتب له الموت فما أبدا سيرضى لك هذه التصرفات.ابدئي من جديد وتسلحي بكل ما هو عتيد، الصبر والإرادة،لأنه ومن دونهما لن تجدي ما يجعلك تقدرين على الوقوف على رجليك من جديد، وتذكري أنك لست أول ولا آخر من تترمل في هذه الدنيا، فصبرا أختاه ووفقك الله وأعانك على ما أنت فيه.
ردت نور